مقال اليوم يستعرض أهمية وتأثير الذكاء الإصطناعي – Artificial intelligence في مجال الصحة والتعليم بعد إنتشار فيروس كورونا في الفترة الآخيرة علي مستوي العالم .
1- تأثير الذكاء الإصطناعي في قطاع التعليم بعد إنتشار فيروس كورونا:
وضع فيروس كورونا المستجد قطاعي التربية والتعليم العالي في العالم أمام تحديات و خيارات صعبة و لا يعلم أي أحد متى ستنتهي هذه الأزمة و ما إذا كنا سنعود للمدارس و الجامعات قريبا أم لا. أمام هذه الأزمة الصحية لجأت معظم البلدان نحو التعليم عن بعد من أجل إنقاد الموسم الدراسي.
التقدم التقني و التكنولوجي الذي تشهده الساحة العالمية اليوم جعل من تطبيق خيار التعليم عن بعد أمرا ممكنا.
أولا:
يمكن أن نقول بحكم إتساع شبكة الربط بالإنترنت و كذلك إنتشار خدمتي (3G) و (4G) جعل الوصول للمحتوى العلمي على الإنترنت ممكنا للأغلبية إلى حد ما.
ثانيا:
يمكن أن نشير إلى تطور و تعدد وسائل الوصول إلى عالم الإنترنت من أجهزة كمبيوتر مكتبية و أجهزة لوحية و هواتف ذكية و أسعارها التي تراجعت بشكل كبير و صارت في متناول الجميع بحيث لا يخلو بيت من هاتف ذكي أو كمبيوتر.
ثالثا:
إضافة إلى المنصات التعليمية التي وفرتها وزارتي التربية والتعليم و كذلك وزارة التعليم العالي هناك العديد من المنصات التي تحتوي على كم هائل من المحتوى العلمي الرقمي و أغلبها مجاني و حتى المنصات الغير مجانية فتحت أبوابها للجميع خلال هذه الفترة.
توفر المحتوى الرقمي و تعدده جعل إمكانية متابعة الدروس من البيت أمرا في غاية السهولة.
رابعا:
التقدم التكنولوجي وفر العديد من الأدوات السهلة الإستخدام للمعلمين و الأساتذة من أجل التواصل مع تلاميذهم و طلبتهم و كذلك كتابة الدروس و نشرها مع ميزة أن الدروس تكون تفاعلية و أكثر جذبا للإنتباه من خلال تدعيمها بصور و فيديوهات و مخططات توضيحية.
هذه الأدوات تسمح أيضا للمعلمين و الأساتذة بتقيم المتعلمين من خلال متابعة تفاعلهم أثناء الدرس و إمكانية إقامة إختبارات عن بعد. حفظ الدروس على الإنترنت يسمح للمتعلم بالعودة إليها كلما أراد كما تسمح له بتدارك التأخر إذا ماحدث له ظرف طارئ.
خامسا :
تكلفة التعليم عن بعد أقل بكثير من التعليم العادي، فيكفي وجود ربط بالأنترنت و جهاز رقمي أما توفير سبورة و طاولات و كراسي في كل قسم مع مدفئة في فصل الشتاء و مكيف هواء في وقت الحر و مصاريف النقل و طباعة مختلف الكتب و الأوراق كلها يمكن إدخارها.
الإجراءات الواجب العمل بها :
هناك عدة إجراءات يجب أن نقوم بها في القريب العاجل لتفادي أي ظرف طارئ أخر مستقبلا.
1- إعتماد التعليم عن بعد بشكل نسبي حتى في الحالات العادية من أجل الإستعداد و تدريب التلاميذ و المعلمين على هذا الأمر الذي قد يكون مستقبلا هو السائد و كذلك التقليل من ميزانية التعليم من خلال أن الكتاب الرقمي أقل تكلفة من الكتاب الحقيقي بكثير و يمكن إعادة إستخدامه بشكل غير محدود.
2- رغم تقدم خدمة الإنترنت إلا أنها مازالت تحتاج إلى الكثير من التحسين خاصة في المناطق الريفية و النائية.
3- توفير شريحه إنترنت لكل تلميذ يساهم في الحد من مشكلة تذبذب الإنترنت أو عدم توفره في بعض المناطق حيث يستطيع التلميذ الحصول على الدروس من معلمه بشكل مباشر و يطلع عليها في البيت لاحقا.
2- تأثير الذكاء الإصطناعي في قطاع الصحة بعد إنتشار فيروس كورونا:
قد شاهدنا كيف وظفت بعض الدول المتقدمة كالصين تقنيات الذكاء الإصطناعي في مواجهة وباء فيروس كورونا وكيف كان له الفضل الكبير في نجاح الحجر الصحي هناك من خلال أجهزة المراقبة المختلفة و متابعة المصابين و من كانوا على علاقة بهم، تحليل البيانات من أجل التنبؤ بمسار و كيفية إنتشار هذا الفيروس ، في الكشف عن المصابين بشكل سريع و بواسطة أجهزة ذكية و متطورة.
أما في القطاع الصحي فيمكن أن نتحدث عن أمرين أساسين:
1- برامج الذكاء الإصطناعي في المجال الطبي :
إنطلقت الكثير من الأعمال في مختلف الجامعات العالمية ككندا و الصين في توظيف تقنيات الذكاء الإصطناعي و بالتحديد معالجة و تحليل الصورة الطبية مثل صور الأشعة السينية و الصور المقطعية المحوسبة لمنطقة الصدر من أجل تشخيص المصابين بفيروس كورونا و الذي يتم بشكل سريع جدا.
2- برامج مساعدة في تحليل بيانات المرضى و إستخلاص معاملات العدوى و الإنتشار من أجل الحصول على تنبؤات مستقبلية. برامج الذكاء الإصطناعي للمحاكات التي تسمح للأطباء الباحثين بالعمل و إجراء مختلف التجارب العلمية و دراسة هذا الفيروس من أجل التوصل إلى شيفرته الجينية و إيجاد حل له. عملية البحث عن أنسب دواء موجود و قادر على مساعدة المصابين بشل قدرة الفيروس أو تقليل خطره أو علاج أثاره و ذلك من خلال إجراء محاكاة لتفاعل مختلف مكونات الأدوية مع الفيروس و إختيار الأفضل و الأنسب.
وسائل الذكاء الإصطناعي في المجال الطبي :
طرق الذكاء الإصطناعي ساهمت في تطور الطباعة الثلاثية الأبعاد و التي تستخدم حاليا في صناعة الأقنعة الواقية للأطباء و رجال الحماية المدنية و هناك ورشات في الجزائر يشرف عليها مهندسين جزائريين تشتغل حتى هذه اللحظة. تطور مجال الربوتات سمح بإستخدام الربوت مكان الطبيب للتواصل مع المرضى في بعض الحالات من أجل تقليل الإحتكاك و نسبة إنتشار العدوى. وسائل التعقيم الذكية و التي تكون على أبواب المستشفيات، أجهزة القياس الحراري و الحسسات المختلفة من أجل فحص وقياس شامل لدرجة حرارة الأشخاص في الشوارع و الأماكن العامة، هناك الحديث عن أجهزة ذكية في بعض الدول قادرة على تشخيص المصابين في دقائق معدودة. و سائل المراقبة و متابعة المصابين و من كانوا على علاقة و إحتكاك بهم.
الكاتب : هشام فلواط – hichem felouat