ظهرت أنظمة التشغيل مع بدايات ظهور الحاسب عندما برزت الحاجة لوجـود نـظـام برمجي يقوم بدور الوسيط بين الآلة و المستخدم . و مع تزايد الحاجة لتطوير برمجيات معقدة أصبح من المهم أن يقوم نظام التشغيل بتقديم نموذج بسيط و عالي المستوى للألة كي يستطيع المبرمجون كتابة برامجهم بسرعة ، مما أعطى نظام التشغيل دورا هاما في التمييز بين أنظمة الحاسب المختلفة و نظرا لأهمية هذا العلم و تأثيره على الكثير على علوم و تقنيات الحاسب الأخرى ، قررنا الدخول في هذا المجال الجديد في مشروع يعتبر الأول من نوعه على صعيد مشاريع التخرج ، و لعل الهدف الأول هو إزالة الرهبة من كلمة كتابة نظام تشغيل و الشروع ببناء نظام تشغيل عربي يعبد الطريق نحو الدفعات القائمة لتطويره لبناء نظام تشغيل متكامل و قد حاولنا أن ننطلق في كتابة نظام تشغيلنا من الصفر أي دون الاعتماد على أنظمة أخرى جاهزة و اعتمدنا في فلسفة بناءه على نفس الفلسفة المتبعة في نظام يونكس . و نظرا إلى أن المكتبة العربية تعتبر فقيرة في الكتاب يتناول هذه المواضيع فقد رأينا من واجبنا تقديم هذه الدراسة المتواضعة لتعريف الطالب بهذا العلم الهام ، و قد استقينا مادتها بحيث تشمل معظم المواضيع التي يمكن أن تواجه مصممي و مبرمجي أنظمة التشغيل . و قد اعتمدنا في كتابتنا للدراسة على الشرح الواضح المتسلسل بتصاميم و تنفيذ المشروع و بحيث يركز كل فصل على موضوع رئيسي واحد من مواضيع أنظمة التشغيل و يذكر جميع التقنيات و المتعلقة بالموضوع ثم ينتقل للقسم التنفيذي الذي يشرح كيفية تنفيذ هذه التقنيات ضمن نظام تشغيلنا بحيث لا يكون الكلام نظريا جافا و إنما عمليا قابلة للتطبيق .
يتحدث الفصل الثاني عن لمحة عامة عن أنظمة التشغيل و التعريف بها فينتقل من التطور التاريخي لأنظمة التشغيل عبر العقود الماضية إلى أنواع أنظمة التشغيل و من ثم بنية أنظمة التشغيل الشائعة عند تصميم نظام تشغيل و بعد ذلك يتحدث عن أنماط عمل المعالجات في انتل يتحدث الفصل الثالث عن إقادع الحاسب و هو فصل يمكن اعتباره منفصل عن نظام التشغيل و تتكلم فيه عن المبادئ النظرية لعملية الإقلاع و كتابة برامج الإقلاع و محمالت الإقلاع المختلفة وصولا لإنشاء فرص إقلاع و يتدرج الفصل في كتابة محمل إقلاع صغير يقوم بداية بطباعة حرف على الشاشة و من ثم تطويره لطباعة جملة و من ثم جعله تفاعليـا أكثر بطباعة حرف يدخله المستخدم و يخلص إلى برنامج محامل إقلاع متكامل و بعد شرح المبادئ النظرية يتم التكلم عن تحقيق ذلك عمليا و شرح مبدأ تعدد الإقلاع الذي يسمح لنظام تشغيلنا أن يتم إقادعه مع نظام تشغيل آخر مثل وندوز . يتحدث الفصل الرابع عن أنماط تهيئة المعالج حيث يمتلك المعالج إحدى النمطين المحمي أو الحقيقي و يناقش الفصل ضرورة استخدام النمط المحمي في نظام تشغيلنا لينتقل بعد